ahmed eed العصفورة
عدد الرسائل : 1209 العمر : 38 ما هو حزبك الحكومة .المعارضة . المستقلين : رئيس المجلس أسرة شبابنا : تاريخ التسجيل : 26/10/2007
| موضوع: امسية سعيدة الثلاثاء يونيو 24, 2008 2:43 pm | |
| وصل القطار في موعده في الثالثة من بعد ظهر الخميس, فغادره الضابط الوسيم الشاب, وسعي بين الزحام حتي غادر المحطة .. وقف ينتظر سيارة أجرة فطال الوقت دون أن يلوح له أمل, فاتجه إلي محطة الميكروباص وركب إحدي سياراته.. في الرابعة كان يدق جرس شقة الأسرة في المنيل دقته المتقطعة المعروفة عنه فانفتح الباب عن وجه أمه المبتهج وتلقته بالأحضان والقبلات, ومن خلفها جاء أبوه فاتحا ذراعيه, 15 يوما كاملة يغيبها عن أبويه في عمله البعيد عن القاهرة, فيخلو عليهما المسكن بعد زواج شقيقته وهجرتها مع زوجها, ويخلصان للوحدة فلا يؤنسهما في وحدتهما سوي أخبار وحيدتهما المهاجرة وابنهما الغائب واجترار ذكريات رحلة العمر.. الأب موظف كبير بالمعاش منذ عامين والأم مدرسة اعتزلت المهنة بعد تقاعد الأب لتخفف عنه وحدته, يمضيان معا معظم أوقات النهار والليل ويذهبان إلي النادي القريب في الضحي ويعودان وقت الغداء فيقضيان المساء أمام التليفزيون.
تتغير رتابة الحياة عندهما حين يرن التليفون رنينه الطويل حاملا صوت أماني الملهوف دائما بالشوق إلي أبويها من مهجرها في كندا, يطمئنان علي أخبارها ويسعدان بكل نجاح يحققه زوجها ويترقبان موعد عودتهما في الإجازة مرة كل عامين كما يترقب المرء الأعياد.
أما هشام الابن الذي يعيش علي بعد مائة كيلو متر فقط من القاهرة فلا يحمل التليفون صوته من مقر وحدته العسكرية إلا نادرا..
ويعتذر عن ذلك كل مرة بأنه يدخر الشوق والكلام كله إلي حين مجيئه إليهما كل أسبوعين, قلوب الأبناء تختلف في ضعفها عن قلوب الآباء والأمهات .. وقد عرفا ذلك فيئسا من حثه علي الاتصال بهما كل حين.
مائدة الغداء يوم الخميس حين يعود هشام هي بهجة الأسرة حقا ومتعتها.. تستعد لها أمه من اليوم السابق, ويشتري لها الأب أحسن الطعام والفاكهة, أما التورتة فيحملها معه هشام ,ويصر علي أن يأكل الأبوان منها حتي التخمة.. حديث المائدة يدور دائما حول أحداث الأسبوعين الماضيين في حياة الابن .. وحكاياته لذيذة تثير ضحك الأم والأب من القلب.
لكن هشام يتعجل إنهاء الجلسة كل مرة وينهض متسرعا برغم احتجاج الأم فيغتسل ويغير ملابسه .. ويواجه حرج الاستئذان في الخروج قبل أن يرتوي شوق الأم إليه.
قالت له عاتبة:
ألا تصبر قليلا علي لقاء الهانم حتي تشبع من طعام الغداء.. وتستريح من السفر؟
فنظر إليها باسما ومحرجا .. وأنقذه أبوه من حرجه قائلا له:
اذهب ياهشام .. وبلغ تحياتي للأستاذ حسني ولاتتوقف أمام كلام أمك فلو استطاعت لأبقتك إلي جوارها ولما سمحت لك بزيارة خطيبتك ولا بالعودة لعملك مساء غد .. فقبل الشاب أمه وودع أباه وخرج.
في بيت فتاته .. وجد خطيبته في انتظاره في كامل زينتها فجلس مع أهلها بضع دقائق ثم استأذن في الخروج معها.
راحة القلب تبدأ حقا حين يخرجان من باب العمارة فتتشابك أذرعهما, ويمضي الوقت جميلا سعيدا بلا حساب .. عرفها وهو طالب بالسنة النهائية بالكلية الحربية .. وهي طالبة بكلية التربية البدنية, وتم تعارفهما في محل للحلوي والجاتوه بوسط المدينة. جمعت بينهما المصادفة وتعاهدا علي الارتباط, تخرج في كليته وعمل خارج القاهرة .. وتخرجت بعده وعملت مدرسة, وتوجا الحب بالخطبة والاستعداد للزواج. قالت له أمه حين أراد خطبتها معترضة:
ليست جميلة بالمرة.. وأنت وسيم وألف فتاة جميلة ترحب بك, فلماذا تحكم علي نفسك بعشرة فتاة غير جميلة قد تملها بعد أن يهدأ الحب .. وتتلفت حولك باحثا عما ينقصك؟
فغضب لإهانة الحب ودافع عن فتاته بكل قواه.
أما أبوه فقد قال: الجمال مسألة شخصية تخصه .. ولاشأن لنا بها .. المهم أن تسعده وأن تكون من أسرة طيبة .. وكم من فتاة غير جميلة سعد بها زوجها.
ثم جاءت تحرياته عن أهلها مؤكدة جدارتهم بالمصاهرة, فمنحه تأييده بلا تحفظ, وتمت الخطبة وتنازلت الأم عن معارضتها الواهية إكراما لابنها ورحبت بخطبته .. بل واستراحت بعد قليل إلي طيبتها وروحها الودود الوادعة .. مع ذلك فكثيرا ما تعجبت للهفته عليها برغم ماتراه من افتقارها للجمال!
غادر الخطيبان سيارة الأجرة في وسط المدينة .. فاتجها إلي محل الجاتوه والحلوي الذي تعرفا فيه لأول مرة وتناولا واقفين بعض قطع الجاتوه وهما يتضاحكان, برنامج الحب كل أسبوعين يبدأ عندهما دائما بهذا المحل الذي جمع بينهما علي غير انتظار. غادراه فسارا في شارع سليمان ببطء وهما يتهامسان وتواصل حديثهما بلا انقطاع. توقفا أمام دار سينما مترو واستعرضا صور الفيلم المعلقة علي جدرانها .. وتشاورا, هل يمضيان الأمسية في دار السينما .. أم يتجولان بلا هدف حتي نهايتها وقررا دخول السينما, لايختلف الأمر عندهما كثيرا ,ففي داخل دار العرض سوف يتواصل همسهما وضحكهما الخافت إلي مالا نهاية, وقد يخرجان منها دون أن يعيا شيئا كثيرا من أحداث الفيلم, فكل شيء جميل في صحبة من تحب وحتي أفلام الكارتون التي تسبق عرض الفيلم تلقي لديهما صدي أكثر بهجة من صداها لدي الأطفال.
انتهي عرض الفيلم وغادرا السينما.. فتمشيا حتي كوبري قصر النيل ثم ركبا سيارة أجرة فأعادها إلي بيتها وعاد سعيدا منتشيا إلي بيته.
سيمضي معها كالعادة ظهر يوم الجمعة ويتناول الغداء علي مائدة أسرتها, وستخرج معه إلي محطة القطار.. وتجلس معه في بوفيه المحطة يشربان الشاي, ثم تودعه علي رصيف القطار حتي يغيب عن الأنظار.
الحب شيء ثمين يستحق العناء من أجله, فلا بأس إذن بأن يتحمل انتقاد أمه وشكواها الدائمة من أنه يقضي من إجازته مع الهانم أكثر مما يقضيه مع أبويه, ولا بأس أيضا بأن يتحمل راضيا سخريتها الخفيفة وتساؤلها الدائم عن سر السحر الذي سحرته به هذه الفتاة ليظل ملهوفا عليها هكذا.
الحب سحر في حد ذاته يا أمي.. وليس في حاجة إلي جهد دجال, أما الجمال الذي تلمحين إليه كلما تساءلت هذا التساؤل فليس لي من جواب عليه سوي أني أراها أجمل الجميلات.. وإن لم تصدقيني فخذي عيني وانظري إليها بهما!
استراح لأفكاره ففتح الباب ودخل إلي مسكنه فوجد أبويه جالسين في الصالة في مجلسهما المعهود أمام التليفزيون, وتلقي نظرة أمه العاتبة وعبارتها الموحية حمدا لله علي السلامة باسما, ثم دخل إلي غرفته ليغير ملابسه.. قال لنفسه وهو يخلع قميصه: أمي طيبة وتحبني.. وهي نفسها مثال للحب الذي تتعجب منه, لكن حب الأم لأبنائها قد ينسيها أحيانا بعض حقوقهم في الحب.. ويثير حبهم للأخريات غيرتها الغريزية! كل تصرفاتها تنطق بحبها لأبي.. وكل تصرفات أبي تؤكد نفس الشيء.. حتي أنا لم أفهم مغزي مبادرتها بطلب التقاعد من عملها حين أحيل أبي للمعاش إلا حين شرحته لي فتاتي وقالت لي إنه أكبر دليل علي الحب العميق.. وجلستهما الآمنة أمام التليفزيون كل مساء التي يظللها دائما العطف والفهم مثال آخر للحب, وأماني لم تتزوج إلا ممن أحبت, وحين اعترض أبي علي خطبتها لمن تزوجته بسبب اعتزامه الهجرة قالت له أمامي:
إنها تحبه وسوف تهنأ معه في أي مكان يعيش فيه فلا تقف في طريقها.
ومازالت بأبي حتي تنازل عن معارضته.. فلماذا إذن تنكر علي الحب؟
طالت غيبته بعض الشيء في غرفته فقالت الأم لزوجها:
ـ لم يسترح من عناء السفر.. وأنهكته الهانم بالخروج والنزهة, وليتها كانت جميلة بعد كل هذا العناء.. لكنه أعمي!
فداعب الأب مسبحته وقال لها مصطنعا الجدية:
العمي مرض وراثي في أسرتي.. ألا ترين أنني أحببتك حين خطبتك.. وظللت علي حبي لك حتي الآن.. برغم أنك لم تكوني جميلة؟
فلم تتمالك نفسها من الضحك والابتهاج لكلماته وقالت له راضية:
سأتجاوز عن طول اللسان مقابل الكلام الحلو الذي سبقه.. ربنا يكرمك!
فربت علي يدها مشجعا, لم تكن جميلة؟ لقد كانت أجمل الجميلات.. ومازالت, برغم تجاوزها الخمسين بعامين, متعة بصري.. واطمئنان قلبي.. ورفيق عمري.. اختلطت خيوطي بخيوطها فجدلت حبلا واحدا يصعب فصمه, ووقفت إلي جواري في كفاح الشباب وفي كل محن حياتي.. وواستني في أحزاني.. وسعدت بأفراحي.. وتوجت كل ذلك بطلبها التقاعد مختارة, حتي لا تدعني للوحدة والفراغ حين أحلت للمعاش, لم أطلب منها ذلك بل وعارضتها فيه, لكنها غلبتني بحكمتها وقالت لي:
عملت بما فيه الكفاية ومعاشي ومعاشك يكفلان لنا حياة كريمة.. وابنانا تخرجا وعملا.. وآن لنا أن نستمتع بصحبتنا وحياتنا معا التي شغلتنا عنها الشواغل والأعباء, كما أنني لن أسعد إذا تركتك وحيدا في الشقة في الصباح..
فرفعت يدي مسلما بحجتها.. وأضفت صنيعها إلي رصيدها الكبير عندي.
عاد الابن إلي الصالة.. فنهضت الأم لإحضار بضعة سندوتشات خفيفة مع الشاي.. وتناولوا طعامهم هانئين.. وهم يتسامرون ويتنقلون بين السمر وبين مشاهدة تمثيلية السهرة في التليفزيون.. ومضي الوقت رخيا طيبا حتي قطعت الأم مشاهدتها التليفزيون بسؤال ابنها فجأة:
برضه.. لن تتناول طعام الغداء معنا غدا؟
فاحمر وجه ابنها الشاب ولم يجد ما يقوله, وأشفق عليه الأب فنظر إلي زوجته من خلف ظهر ابنه محذرا ومنبها, وأدركت الأم ما أثارته من حرب في نفس ابنها, وارتبكت قليلا ثم قالت كأنها تجيب علي نظرة زوجها:
ربنا يعمل ما فيه الخير!
ونهضت إلي غرفة نومها, فالتفت الأب إلي ابنه وقال له:
أمك ذهبت للنوم.. فاحك لي يا بطل ماذا فعلت الليلة مع خطيبتك؟
وتورد وجه الشاب بالبشر وراح يحكي لأبيه وهو صديقه الحميم تفاصيل لقائه بخطيبته وما دار بينهما من حديث.. حتي حديث الحب.. والأب يسمع باهتمام وتشجيع إلي أن سمعا صوت الأم من غرفة نومها ينادي الأب:
حسين.. ألن تأتي للنوم بعد؟
فنهض الأب متثاقلا وهو يقول لابنه الشاب باسما:
الهانم تناديني من الداخل.. عن إذنك!
فضحك الابن من قلبه وتبادل مع أبيه تحية المساء.
ثم راقبه وهو يتجه بجسمه الطويل الذي لم يوهنه السن, وإنما بدا في مرحلة الشيخوخة أكثر مهابة وجلالا.. ونظر إليه طويلا وهو يغيب خلف باب غرفة النوم.. نظرة ملؤها الحب.. والإعجاب.. والاحترام! | |
|
فيجو Administrateur
عدد الرسائل : 1213 العمر : 37 ما هو حزبك الحكومة .المعارضة . المستقلين : حكومتا وطنيتنا حماها الله أسرة شبابنا : تاريخ التسجيل : 07/01/2008
| موضوع: رد: امسية سعيدة الثلاثاء يونيو 24, 2008 3:35 pm | |
| | |
|
fora2welo2a مخبر
عدد الرسائل : 1152 العمر : 35 ما هو حزبك الحكومة .المعارضة . المستقلين : المستقلين أسرة شبابنا : تاريخ التسجيل : 14/01/2008
| موضوع: رد: امسية سعيدة الثلاثاء يونيو 24, 2008 5:16 pm | |
| | |
|
Skran_garhy مخبر
عدد الرسائل : 610 العمر : 33 أسرة شبابنا : تاريخ التسجيل : 04/11/2007
| موضوع: رد: امسية سعيدة الأربعاء يونيو 25, 2008 12:16 am | |
| نايس توبيك عالى جدا يا عيد ولو ان الحزين اعلى بكتير بس دة بردوا رائع ناااابس توبيك | |
|
the lonely عضو ذهبى
عدد الرسائل : 374 العمر : 36 أسرة شبابنا : تاريخ التسجيل : 03/03/2008
| موضوع: رد: امسية سعيدة السبت يوليو 05, 2008 7:38 pm | |
| | |
|
ahmed عضو مجلس اللوردات
عدد الرسائل : 809 العمر : 36 أسرة شبابنا : تاريخ التسجيل : 27/01/2008
| موضوع: رد: امسية سعيدة السبت يوليو 05, 2008 9:29 pm | |
| | |
|
ahmed eed العصفورة
عدد الرسائل : 1209 العمر : 38 ما هو حزبك الحكومة .المعارضة . المستقلين : رئيس المجلس أسرة شبابنا : تاريخ التسجيل : 26/10/2007
| موضوع: رد: امسية سعيدة الأحد يوليو 06, 2008 3:04 am | |
| شكرا لمروركم يا شباب ومعلش يا صاحبى المهم يكون عجبك | |
|
ahmed عضو مجلس اللوردات
عدد الرسائل : 809 العمر : 36 أسرة شبابنا : تاريخ التسجيل : 27/01/2008
| موضوع: رد: امسية سعيدة الأحد يوليو 06, 2008 4:27 am | |
| انت حتى لو كاتبت جرجير ياصحبى كلامك بيعجبنى وحشتونى | |
|
ahmed eed العصفورة
عدد الرسائل : 1209 العمر : 38 ما هو حزبك الحكومة .المعارضة . المستقلين : رئيس المجلس أسرة شبابنا : تاريخ التسجيل : 26/10/2007
| موضوع: رد: امسية سعيدة الأحد يوليو 06, 2008 9:05 am | |
| وانت كمان وحشتنى والله يا احمد وشكرا عالجرجير هههههههههههههههههههههه | |
|
aya مخبر
عدد الرسائل : 610 العمر : 33 ما هو حزبك الحكومة .المعارضة . المستقلين : الحكومه أسرة شبابنا : تاريخ التسجيل : 16/11/2007
| موضوع: رد: امسية سعيدة الإثنين يوليو 14, 2008 2:17 pm | |
| جامد بجد تحفه بس انا اتمنيت امنيه و انا باقراها بس نايس توبيك يا جميل بجد طول عمرك جامد يا احمد | |
|
ahmed eed العصفورة
عدد الرسائل : 1209 العمر : 38 ما هو حزبك الحكومة .المعارضة . المستقلين : رئيس المجلس أسرة شبابنا : تاريخ التسجيل : 26/10/2007
| موضوع: رد: امسية سعيدة الأربعاء يوليو 16, 2008 11:33 am | |
| شكرا لمرورك الجميل يا ايه وشكرا لمجاملتك الرقيقة | |
|