السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقاذفت الأحرف حرفاً تلو الآخر عندما أمسكت بالقلم لأكتب بعد طول بعد وفراق، ولكن.. هذه الأحرف والكلمات جاءت بلا هدف أو مغزى، فالفراغ هو عنوانها، ولا لشيء جاءت، وهكذا هي حياة البعض من الشباب كتلك الأحرف تماماً، تنتشر وتتقاذف في كل مكان، لكن وجودها ليس له أي معنى أو هدف، فكثيراً ما نرى في الأسواق أشكالاً وألواناً من أمثال هؤلاء، ممن يكتسحهم الفراغ جسداً وروحاً ليقضوا الساعات والأيام في ما لا فائدة ترجى منها، بل وتبقى السنوات وهم على حالهم بلا جديد أو تجديد، أمسهم كيومهم، ويومهم كغدهم، وهؤلاء بمعنى آخر لا هدف لهم، وكأنهم (كالروبوت)، جمادات لا يحركها من سكونها القاتل سوى مقتنيها، وإذا ما سألت أحدهم: “ما هدفك في الحياة؟”
ترى علامات الاستغراب والتعجب من المفردات المستخدمة في السؤال، فيسأل ذاته: “ما هدفي؟”، ويبقى الجواب هو الضالة التي نرجو الوصول إليها، فالهدف كالهواء والغذاء للإنسان. يبعث في نفسه الطاقة للعمل والسير للأمام وبذل الجهد، هو كالوقود الذي يحرك قدرات الإنسان لأداء وظائفها على أكمل وجه. وهذه وقفة أرجوها من هذه الفئة وكل من يقرأ كلماتي، وقفة لا تحتاج إلا إلى عزيمة قوية وحب للذات، وقفة ستغير من حياة هؤلاء وستكون انطلاقة نحو حياة جديدة.